• Saturday 27 April 2024
  • 2024/04/27 20:15:49
  {بغداد:الفرات نيوز} تقرير..ونحن نعيش الذكرى السنوية التاسعة لشهادة اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب الذي قضى نحبه بجوار جده امير المؤمنين علي عليه السلام في غرة رجب الاصب من العام 1424هـ الموافق الثلاثين من شهر اب عام 2003 إثر انفجار سيارة مفخخة وضعت قرب سيارته بعد خروجه من الصحن الحيدري الشريف بعد اداء صلاة الجمعة نستذكر المنهج السياسي لشهيد المحراب ورؤيته في بناء الوطن والمواطن حيث استشهد سماحته بعد اشهر قليلة من عودته من بلاد المهجر الى البلاد والتي قضى فيها اكثر من عشرين عاما قارع خلالها النظام الدكتاتوري البائد سياسيا وعسكريا ونقل معاناة الشعب العراقي والامه الى المجتمع الدولي بصوت صادح ومدوي لينبه الغافلين عما يتجرعه العراقيين من ابشع انواع التعذيب والظلم والاضطهاد والعوز على يد النظام الصدامي وازلامه ، وليبين للعالم اجمع سياسات التفرد والاقصاء والتهميش والعنصرية والطائفية التي انتهجها ذلك النظام ضد ابناء الشعب العراقي.ويعتمد الفكر السياسي لشهيد المحراب على ضرورة التوحد وعدم اقصاء وتهميش الاخرين إذ كان منذ ريعان شبابه ينبذ الظلم والظالمين ومنهج التهميش واسلوب الاقصاء ففي عقد الستينات من القرن الماضي وفي حضوره حفل ديني في كربلاء بمناسبة ولادة الامام علي عليه السلام كممثل عن ابيه مرجع الطائفة السيد الامام محسن الحكيم {قدس} حيث تحدث بكل صراحة وجرأة امام المسؤولين الحكوميين عن الظلم والتمييز الممارس من قبل السلطات على محافظات الوسط والجنوب منتقدا طبيعة قانون التأميم الذي تنوي الحكومة إصداره انذاك مشعلا بكلماته روح الحماس في نفوس الجماهير مما اضطر المسؤولون الحكوميون الى مغادرة الحفل  . وفي مواجهته للنظام السابق أكد شهيد المحراب على توحيد صفوف القوى المعارضة بكل صنوفها بشكل يجعلها تعبر عن إرادتها وقدرتها وموقفها وبرنامجها السياسي لاسقاط الدكتاتورية وبناء البلاد وتقديم مصالح الوطن والمواطن على المصالح الحزبية والشخصية الضيقة من اجل رفع المعاناة عن الشعب العراقي الذي كان بالنسبة اليه الهم الاكبر والشغل الشاغل وضحى في سبيل ذلك بالعشرات من اسرته حيث هدده النظام السابق بقتلهم اذا استمر في معارضته له فما كان من شهيد المحراب الا ان يفاجئ الجميع بموقف لا يقدم عليه الا من امتحن الله قلبه بالايمان وذاب في مبادئه وقضيته إذ اعلن استمراره في مقارعة النظام السابق حتى اسقاطه مما جعل قائد الثورة الاسلامية في ايران ومسقط اقوى نظام في الشرق الاوسط اية الله العظمى السيد الامام روح الله الخميني ان يشيد بروح شهيد المحراب ويصفه بالابن الشجاع للاسلام . وبعد انهيار النظام السابق عام 2003 الذي ماكان ليحدث لولا قوافل الشهداء التي قدمها الشعب العراقي والتي كانت مشاعلا على طريق تخليص البلاد من براثن الدكتاتورية عاد شهيد المحراب الى البلاد وسط استقبال شعبي مهيب له ليبدأ مرحلة جديدة من عمله السياسي ولكنها مستندة على نفس الاسس التي ارتكز عليها منذ اوائل ايام عمله السياسي وهي نبذ سياسات التهميش وعزل الاخرين وبدأ بايصال افكاره الى الشعب العراقي عبر لقاءاته مع مختلف شرائح الشعب العراقي وكذلك عبر خطب صلاة الجمعة فقد كانت جميع خطب صلاة الجمعة التي تلاها في صحن الحيدري والبالغة 14 خطبة تحمل مشروعا وطنيا مبنيا على وحدة البلاد بجميع طوائفه وعدم التفرقة بين ابناء الشعب العراقي وضرورة اشراك وتمثيل كافة مكونات الشعب في حكومة وطنية منتخبة . وكانت الخطبة الاخيرة لشهيد المحراب التي بعدها انتقل الى جوار ربه تمثل منهجه السياسي وكأنها كانت وصيته للسياسيين قبل رحيله الابدي حيث شدد خلالها على ان تكون الحكومة معبرة عن إرادة العراقيين بكافة أطيافهم ومذاهبهم وقومياتهم وانتساباتهم الدينية والعرقية بشكل يجعل المشاركة حقيقية لكافة أبناء الشعب العراقي " وموضحاً انه "اذا كان مجلس الحكم تشوبه ثمة ثغرات لعدم تمثله كافة الطيف العراقي فعلى الوزارة المقبلة أن تجمع كل الأطياف وتردم الثغرة التي حدثت في أيام مجلس الحكم بعدم التمثيل الشامل للعراقيين " . وطالب خلال الخطبة أن "لا تكون هذه الوزارات غنائم أو مواريث أو حصص توزع على أطراف دون أخرى أو لا يمنع التدخل في الوزارة من الأطراف غير الجهة المسنودة أليها "، رافضا بذلك اسلوب المحاصصة المقيتة ومؤكدا منهج الشراكة الحقيقية كحل امثل لادارة البلاد . كما طالب ان يتمتع الوزراء بكفاءة عالية كي يتمكنوا من القيام بكامل المسؤولية الوزارية ، وأن لا يسيطر على الوزارة افرادا وفق أساس المحسوبية أو الفئوية أو الحزبية ، واكد ايضا ضرورة تمتع الوزراء بالاخلاص الكامل للوطن والشعب العراقي والجدية لحل المشاكل في البلد . خطبة شهيد المحراب الاخيرة تمثل الحل الامثل والانجع لكل ما تشهد البلاد من خلافات وصراعات منذ سنين ناهيك عن الازمة الراهنة  فجذر المشاكل القائمة باعتراف الجميع هو منهج الاقصاء والتفرد بالرأي وعدم المشاركة من قبل جميع الاطراف فلو تم اتباع الخطوط التي اوضحها شهيد المحراب في خطبته الاخيرة لانحلت جميع العقد السياسية ولذاب الجليد في العلاقات بين بعض الاطراف السياسية .انتهى

اخبار ذات الصلة