{البصرة:الفرات نيوز} تقرير: محمد الجابري .. تحذر مصادر طبية دولية من انتشار ظاهرة التقزم لدى الولادات الحديثة في عدد من المناطق الواقعة شمال العراق وجنوبه كما أن الدراسات الميدانية التي تجريها الجهات الصحية العراقية بالتعاون مع منظمة اليونسيف للطفولة في مناطق شمال العراق وجنوبه وخصوصا في البصرة أثبتت ظهور حالات تقزم بين الولادات الحديثة بالإضافة إلى ولادة اطفال بقامات قصيرة وتعود أسباب تفشي هذه الظاهرة إلى عزوف العوائل في مناطق القرى عن تناول الأطعمة التي تحوي كميات مناسبة من مادة اليود وعدم استخدام ملح الطعام الذي يحتوي على هذه المادة. ويعزو مختصون أسباب حدوث التقزم وحالات قصر القامة بصورة أساسية إلى أسباب خلقية وغدية واستقلابية، ففي مضمار الأسباب الخلقية، تؤدي بعض الأمراض التي تصيب الأم الحامل، كالحصبة وتسمم الحمل، وضعف التغذية أثناء الحمل إلى إنجاب مولود صغير الحجم، يعاني من مشكلة قصر القامة فيما بعد إضافة إلى جملة من الأمراض الأخرى. ويؤكد باحثون ومتخصصون في تغذية الطفل، أن حجر أساس تغذية الإنسان في مرحلة النضوج يوضع عادة في مرحلة الطفولة، خصوصا في مرحلة الانتقال من تغذية الطفل على العصيدة {الأغذية غير الصلبة} إلى مرحلة الغذاء الاعتيادي وتناول الطفل لطعامه على مائدة طعام العائلة، كما أن من الصعب تغيير عادات التغذية التي يكتسبها الطفل في سنواته الأولى، وترافقه هذه العادات لاحقا في مرحلة النضوج؛ إذ من الصعب تماما تغيير نمط ومحتويات غذائه بعد سنوات طويلة جعلت هذه التغذية جزءا من ساعته البيولوجية. وقد يواجه الإنسان البالغ، الذي تعلم عادات تغذية معينة في الطفولة، اضطرابا في عملية الأيض {التمثيل الغذائي} تمهد لظهور الأمراض المزمنة. وتقول تقارير وزارة الصحة إن 35% من أطفال العراق يعانون من زيادة الوزن و 18% منهم يعانون من سوء التغذية. وشنت وزارة الصحة بالتعاون مع مشروع تعزيز الصحة التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سابقا حملة إعلامية واسعة للترويج للنظم الغذائية المتوازنة والنشاط في أوساط الشباب تستهدف الأطفال والآباء. وإعتمدت كل من وزراة الصحة ووزارة التربية في العراق إجراءات برنامج تعزيز الصحة لتنفيذ برامج صحية مستقبلية في جميع أنحاء البلاد. وأقامت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة اليونسيف الاربعاء الماضي ورشة عمل في محافظة البصرة بهدف تحسين الواقع التغذوي لعام 2012.وبشأن الورشة يقول مدير شعبة التدقيق التغذوي في معهد البحوث التغذوي لدائرة الصحة العامة في وزارة الصحة الدكتور شهاب حسين في حديث {للفرات نيوز} إن "ورشة العمل عبارة عن دورة لوزارة الصحة بالتعاون مع منظمة اليونسيف تضم مدراس شعب التغذية في المحافظات لمناقشة الواقع التغذوي في العراق بشكل عام". ويسلط مدير شعبة التدقيق في وزارة الصحة "على اهم المشاكل الصحية التغذوية في المجتمع العراقي ووضع الخطط التنفيذية لعام 2012 لمناقشها مع وزارة الصحة، كما ناقشت المواضيع لوضع خطة متكاملة لتقليل الامراض المتعلقة بسوء التغذية وذلك لانتشارها على عموم المجتمع العراقي لاسيما أن المشاكل العراق التي يعاني منها كالتقزم وصل بحدود 21-22% وامراض فقد الوزن وصلت نسبتها بحدود 7% وكذلك مرض الهدال بنسبة 4%، والورشة تهدف الى خفض هذه النسبة والموشرات في العراق". وفيما يخص موضوع التقزم فيقول حسين إن "السبب الرئيسي لمرض التقزم هو نقص الغذاء لفترة زمنية طويلة وذلك لمعاناة المجتمع العراقي بسبب امراض سوء التغذية في الفترة السابقة والتقزم يظهر بحالة مزمنة في المجتمع العراقي وانعكاسات لسوء التغذية وغيرها في الفترة الماضية ونحاول في المستقبل ومن خلال جهود وعمل دؤوب أن نقلل هذه النسب، والوصول بالعراق الى متسوى جيد لاسيما وأن العراق بحسب مختصين دوليين جيد في تنفيذ البرامج ولكن ظروفه الخاصة ادت الى تقليل هذه الفعاليات". من جهته يقول مدير عام دائرة صحة البصرة رياض عبد الامير لوكالة {الفرات نيوز} إن "العراق اليوم لايشكو من حالات التقزم فقط والامراض الصحية التي لها علاقة بالتغذية ونحن في العراق واغلب الدول العربية لايوجد لديها اختصاصيين في مجال التغذية كما لاتوجد هناك خطة حقيقة على متسوى الوطن او محلية في الوعي العذائي وتوفير المستلزمات في زيادة هذا الوعي". وتابع عبد الامير إن "التخصص في مجال المشاكل الغذائية الموجودة في الوطن والمضطلعة الان والجهة الوحدية هي وزارة الصحة مع أن هذا الجهد لايخص وزارة الصحة فقط، بل يجب ان تكون هناك خطة لكل الوزارات المعنية، لكن الوعي العذائي تقوم به وزارة الصحة فقط وعلى مستوى محدود جدا بكوادرها العاملة في المراكز الصحية ". واشار" يفترض بكل القنوات الاعلامية أن تشارك في زيادة الوعي العذائي للمجتمع كما يفترض بوزارة التربية والتعليم العالي أن تدخل حتى في مناهجها التعليمية العلوم الغذائية وماهي الاغذية المهمة لبناء الجسم وماهي الاغذية الضارة والمشاكل الصحية التي تتسب بالعادات السيئة للغذاء، اضافة الى وزارة التجارة وماهي المعامل الموجودة والتي نقصد بها معامل الطحين والملح وماهي نسب اليود في الملح وماهي نسب الحديد في الطحين كلها امور لايمكن ان تضطلع بها وزارة الصحة. ومضى الى القول" لذا طالبنا بذلك من خلال ورشة العمل التي اقامتها وزارة الصحة مع منظمة اليونسيف في محافظة البصرة الاربعاء الماضي، ونحن عند افتتاحنا الورشة قدمنا النصيحة لهم أن تشمل التوصيات الخاصة بالورشة القطاعات الاخرى أي يجب ان يشارك المجتمع جميعه في زيادة الوعي الغذائي واتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتقليل وخفض المشاكل الصحية في المجال الغذائي". ويستمر مدير صحة البصرة بحديثه "اليوم ظهرت لدينا مشكلة السمنة المفرطة للاطفال والتي لم تكن موجودة سابقا بهذا الحجم الى جانب حالات تسمى بالوزن المنخفض تحت الطبيعي اضافة الى فقر الدم لدى الامهات الحوامل والاطفال، وهذه المشاكل كلها لايمكن أن تقوم بها وزارة الصحة وحدها او كوادرها بل يجب أن تكون خطة على مستوى وزارة التعليم العالي لتشجيع دراسات التغذية وكذلك الاستعانة بالبعثاث وايجاد متخصصين في الخارج كي يعودون الى العراق لفتح مراكز متخصصة في مجال التغذية". واعرب عبد الامير عن "امله في اشراك المؤسسات الدينية لما لها من تأثير كبير على الشارع العراقي وقنواتها الاعلامية و وسائلها الاخرى التي تتصل بالجماهير بصورة واسعة جدا وتقوم بهذا الجهد وتحملها جزء من المسؤولية في عملية التثقيف بموضوع الوعي العذائي ". واشار الى أن "هناك دراسات وارقام لاتحضرني الان ولكن التقزم انخفض الى نسبة 22% بحسب وزارة الصحة لكل العراق بحسب المسوحات الاخيرة التي قامت بها اضافة الى ارقام اخرى للسمنة وفقر الدم ، ونأمل من خلال الخطط في السنوات الخمسة المقبلة الى خفض تلك النسبة الى النصف وذلك من خلال اعداد خطة وسقف محدد بزمن وتوفير كل المستلزمات من الكوادر العاملة والمستلزمات الضرورية واللوجستية للوصول الى هذا الهدف".انتهى42 م
- الوقت : 2012/03/24 15:36:45
- قراءة : ٣٦٬٩٩٣ الاوقات